العالم يسير على حبل مشدود

فيما يتعلق بطلب المستهلكين على السلع والخدمات، فهناك فجوة زمنية في العادة ما بين رفع أسعار الفائدة وبين ابطاء المستهلكين النفاقهم، فلننتظر. ويشعر البعض بالقلق من أن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي لن تساعد في خفض التضخم خاصة أن ارتفاع االسعار يعود الى ارتفاع التكاليف في جانب العرض، وليس ارتفاع في الطلب. البنوك المركزية في المنطقة سارعت الى رفع أسعار الفائدة لديها ولكن بنسب متفاوتة. فعلى سبيل المثال، رفع البنك المركزي الكويتي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 25.2 بالمئة، وقرر البنك المركزي السعودي رفع سعر معدل اتفاقيات إعادة الشراء )الريبو( بمقدار 50 نقطة أساس إلى 25.2 بالمئة، كما رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس )الريبو العكسي( بمقدار 50 نقطة أساس إلى 75.1 بالمئة. ورفع البنك المركزي في البحرين سعر الفائدة لودائع الليلة الواحدة 75 نقطة أساس إلى 25.2 بالمئة. ورفع مصرف قطر المركزي سعر فائدة المصرف لإليداع بواقع 75 نقطة أساس ليصبح 25.2 بالمئة، إضافة إلى رفع سعر فائدة االقتراض من المصرف بمقدار 50 نقطة أساس ليصبح 25.3 بالمئة، ورفع سعر إعادة الشراء بمقدار 75 نقطة أساس ليصبح 50.2 بالمئة. ورفع مصرف اإلمارات سعر الفائدة على تسهيالت اإليداع لليلة واحدة بمقدار 75 نقطة أساس. في األردن، قررت لجنة عمليات السوق المفتوحة في البنك المركزي األردني، رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساسعلى أدوات السياسة النقدية كافة، باستثناء سعر فائدة نافذة اإليداع لليلة واحدة، الذي رفع بمقدار 75 نقطة أساس. ال شك أن التخوفات من احتمالية دخول االقتصاد العالمي في حالة الركود التضخمي تتزايد. فما هي الوسائل االخرى المتوفرة لكبح جماح التضخم؟

انخفاض غير مسبوق في معدالت البطالة، حيث وصل االقتصاد الى حالة قريبة من التشغيل الكامل. الوضع في كثير من دول المنطقة يمر بحالة معاكسة وتحتاج اقتصاداتها أن تكون فيه أسعار الفائدة منخفضة لتحفيز الطلب على االئتمان وتنشيط االقتصاد وخلق فرصعمل. ال شك ان البدائل األخرى لمحاربة التضخم متوفرة وعلى رأسها اللجوء الى بدائل أخرى لمصادر الطاقة من النفط والغاز، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والصخر الزيتي. ويمكن لالبتكارات ايجاد بدائل للسلع االستهالكية، وخير مثال يمكن الحديث عنه استبدال الطبخ بالزيوت باللجوء الى المقالة الهوائية التي ال تحتاج ألي نوع من الزيوت عند استخدامها، وهذا يعني معالجة شح العرضالعالمي في قطاع الزيوت، وهكذا