كلاسيكو الكأس .. الفرصة الاخيرة لمصالحة الجماهير

 يلتقي الوحدات والفيصلي مجددا ، وهذه المرة في نصف نهائي الكأس مساء يوم الاحد.

مباراة يسعى من خلالها الوحدات الى مصالحة الجماهير بعد خسارة لقبي درع الاتحاد في النهائي امام الجليل ، وخسارة الدوري بفارق المواجهات المباشرة لصالح الرمثا.

اما الفيصلي فيسعى للعودة الى منصات التتويج ، والى كسر هيمنة الوحدات في بطولة الكأس في السنوات الأخيرة.

 

** الفيصلي: عدة عصافير بحجر واحد

دخل فريق الفيصلي مساء الجمعة، في معسكر تدريبي مغلق بأحد الفنادق، استعداداً لمواجهة الوحدات.
ويحمل اللقاء الجماهيري المرتقب عدة اعتبارات، حيث يطمح الفيصلي إلى اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث يتطلع الفيصلي إلى إنقاذ موسمه من خلال التتويج بلقب كأس الأردن، بعدما أخفق في بطولتي الدوري ودرع الاتحاد.
ويأمل كذلك إلى وضع حد لسطوة فريق الوحدات، حيث كان الأخير قد فاز عليه في آخر 5 مواجهات جمعتهما معاً في عدة مسابقات، بحسب موقع كورة.
ويقود الفيصلي محمود الحديد الذي تم تعيينه خلفاً للسوري محمد عقيل، وهو الكلاسيكو الأول الذي يقوده كمدرب في مسيرته التدريبية، ولذلك فإنه يطمح إلى تحقيق الفوز على الوحدات وإثبات قدراته من خلال المنافسة على اللقب أيضا.
ويخوض فريق الفيصلي "الكلاسيكو" وصفوفه تخلو من أي محترف أجنبي بعدما تم تسريحهم مؤخراً، فيما كان نجمه أحمد العرسان قد توجه للاحتراف في كاظمة الكويتي.

** الحديد المجتهد
قاد محمود الحديد فريق شباب الأردن كمدير فني، قبل أن يقود الموسم الماضي فريق الوحدة السعودي لعدة شهور.
وقامت إدارة نادي الفيصلي بالتعاقد مع الحديد بعد تراجع نتائج الفريق في بطولة دوري المحترفين، ليتولى المهمة حيث استطاع أن يفرض نفسه بتحسين جودة أداء الفريق ونتائجه.
ويسعى الحديد ليتوج مسيرته مع الفيصلي بإحراز لقب كأس الأردن، من خلال التكيف مع الظروف والغيابات المؤثرة في صفوف الفريق.
واجتهد الحديد طيلة الفترة الماضية بايجاد توليفة قادرة على النهوض بأداء ونتائج الفريق، فهو تخلى عن فكرة اللعب برأس حربة، معولاً على عدد من اللاعبين ممن يتمتعون بالقدرة على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف.
وعاد الحديد واضطر لتغيير طريقة وأسلوب لعبه بعد رحيل النجم أحمد العرسان للدوري الكويتي، ليعود ويعتمد على رأس الحربة بعدما كان يعول على العرسان والرواشدة وعطار في تولي مهمة الهجوم بالفريق.
ويمتاز الحديد بقدرته على تهيئة اللاعبين نفسياً وذهنياً لأي مواجهة، وهو يعد أحد أبرز العوامل التي غيرت من "شكل" الفريق طيلة الفترة الماضية التي تولى بها مهمة القيادة.
ويعتبر الحديد أيضاً قارئا جيدا للمباريات، وهو يعلم جيداً أين تكمن مواطن القوة والضعف في الوحدات، وبالتالي فإنه سيجتهد في سبيل توظيف لاعبيه بالشكل الأمثل، وبما يساعده على إيقاف خطورة منافسه دون الإغفال عن استثمار نقاط ضعفه أملاً بالتسجيل.
ومن الأوراق التي يعتمد عليها الحديد في مباراة الوحدات، يوسف أبو جلبوش ومحمد طنوس ونزار الرشدان فضلاً عن الرواشدة والعطار، فيما قد يدفع بعبدالله عوض أو محمد العكش منذ بداية المباراة.
ويدرك الحديد أهمية توزيع الجهد بين شوطي المباراة، وبحيث يضمن تجنب استنزاف قدرات لاعبيه وبخاصة أن دكة البدلاء لديه ليست بقوة دكة منافسه الوحدات الذي يمتلك فريقين.
وبدت جماهير الفيصلي أكثر تفاؤلاً بقدرة فريقها منذ تسلم الحديد دفة القيادة، كذلك فإن الثقة بنفوس اللاعبين تعززت عن ذي قبل، مما يجعل التخمين بنتيجة المباراة أشبه بضرب من الخيال وبخاصة أن "الكلاسيكو الأردني" لا يخضع للمنطق في العادة حتى لو تباينت قدرات الفريقين.

 

** أبو زمع لإنقاذ نفسه ومصالحة جماهير الوحدات

عبدالله ابو زمع

ويقف عبدالله أبو زمع المدير الفني للوحدات، أمام منعطف مهم في مسيرته التدريبية، بعد ان تعرض أبو زمع للعديد من الانتقادات بالفترة الماضية، بعدما خسر نهائي درع الاتحاد أمام الجليل بركلات الترجيح، والأخير هبط رسمياً لمصاف أندية الدرجة الاولى، إلى جانب التفريط بلقب بطولة الدوري الذي توج به الرمثا بعد غياب امتد لنحو "40" عاماً.

وأصبح أبو زمع أمام مهمة أخيرة تتمثل في بطولة كأس الأردن، حيث سيجتهد لإثبات قدراته الفنية، وسيسعى جاهداً لاختتام مسيرته مع الوحدات، بلقب يصالح من خلاله الجماهير الغاضبة.
وفي حال لم يكتب لأبو زمع قيادة فريقه للتتويج بلقب كأس الأردن، فإن أسهمه ستتراجع كثيراً، حيث لن يكون مقبولاً في مسيرة نادي الوحدات ضياع 3 ألقاب في موسم استقطب فيه أبرز لاعبي الكرة الأردنية.
وتتفاءل جماهير الوحدات كثيراً بأبو زمع عندما يتولى قيادة الفريق أمام الفيصلي تحديداً، حيث سجل انتصارات عديدة على المنافس التقليدي في المواسم التي تسلم فيها دفة القيادة.

** الوحدات وإنقاذ الموسم
تميل الأفضلية لصالح فريق الوحدات لعدة أسباب فهو يمتلك عددا كبيرا من اللاعبين المميزين إلى جانب تواجد 3 محترفين أجانب سيعززون الخيارات أمام أبو زمع في التعامل مع المباراة.
وإذا ما أحسن أبو زمع تهيئة اللاعبين ذهنياً، ووضع التشكيلة الأمثل واتبع أسلوبا تكتيكيا واضحا ومدروسا، فإنه قد يمضي بالفريق إلى النهائي دون صعوبات.
ويعلم أبو زمع جيداً، أن الفيصلي لن يكون صيداً سهلاً حتى في ظل الغيابات المؤثرة بصفوفه سواء فيما يخص تسريح المحترفين الأجانب أو إصابة لاعبه خالد زكريا ورحيل أحمد العرسان للدوري الكويتي.
ويمتاز أبو زمع بالذكاء في حسم هذه المواجهات المهمة، فهو لن يطالب لاعبيه بالاستعجال في البحث عن الأهداف، بقدر ما سيطالبهم بالتركيز والتمهل، والعمل على فرض السيطرة على منطقة العمليات التي تعتبر نقطة الارتكاز في حسم المباراة.
ويمتلك أبو زمع العديد من العناصر القادرة على تشكيل الخطورة على مرمى الفيصلي، حيث يبرز في الهجوم السنغالي انداي ومحمود زعترة ونجاحهما في مهمتهما يرتبط بالانضباط التكتيكي للاعبي خط الوسط وما سيتمتعوا به من مرونة وقدرة على إحداث التنوع في عملية البناء والتمويل.
وكان لاعبو الوحدات تعرضوا أيضاً لانتقادات عديدة من جماهيرهم جراء تراجع المردود الفني لديهم في المباريات الأخيرة ببطولة الدوري، وهو ما سيدفعهم لاسترداد ثقة الجماهير من خلال تقديم أداء يليق بنجوميتهم.