كشفت مصادر في بريطانيا عن أن التفجير الذي حدث يوم الأحد أمام مستشفى النساء في مدينة ليفربول نفذه شخص يرجح انه اردني الجنسية ، وانه زعم بانه سوري الجنسية لكي يحصل على اللجوء.
وبين التقارير ان أن التفجير نفذه شخص زعم انه تحول عن الإسلام إلى المسيحية وكشفت الشرطة البريطانية عن اسمه وهو عماد السويلمين، والذي غير اسمه بعد تحوله الى المسيحية.
وقالت صحيفة "التايمز” إن ما يعتقد أنه انتحاري، عماد جميل السويلمين (32 عاما) كان طالب لجوء سياسي، وفجر نفسه في يوم الذكرى حيث نجا سائق تاكسي الأجرة من التفجير بأعجوبة. ويبدو أن السويلمين صنع قنبلة بدائية وفجرها في المقعد الخلفي من السيارة قبل دقيقتين من الصمت في يوم الذكرى، أي الساعة 11.00 صباح الأحد. واعتبرت سلطات الأمن البريطانية التفجير إرهابيا، ورفعت مستوى التهديد إلى "خطير جدا”.
وذكرت الصحيفة أن النائب المحافظ ديفيد إينس، طعن في 15 تشرين الأول في "عيادة” دائرته الانتخابية في ساوث إند ويست في هجوم يعتقد أنه انتحاري. وقالت مصادر أمنية إن القنبلة احتوت على مادة "تي إي تي بي” وبروكسيد الأسيتون، وهي مادة بلورية بيضاء تشبه رائحتها مادة المبيض. وأضافت أن القنبلة كانت زنتها 400 غرام ولكنها لم تنفجر.
ووصل السويلمين من الشرق الأوسط قبل ستة أعوام، وزعم أنه من سوريا والعراق. وترك الإسلام واعتنق المسيحية في الكنيسة الإنجيلكانية والتي قد تكون هدفا آخر للقنبلة، نظرا لعقد مناسبة ذكرى حضرها 2000 شخص. وقالت المصادر الأمنية إن إمكانية "مؤامرة إسلامية” هي خط من خطوط التحقيق. وتم اعتقال أربعة أشخاص بناء على قانون مكافحة الإرهاب وتم الإفراج عنهم من مركز الشرطة بدون توجيه اتهامات.
ولم تستبعد المصادر الأمنية أن يكون السويلمين قد تأثر بهجمات "تنظيم الدولة- ولاية خراسان” في أفغانستان على قسم الولادة في مستشفى داشتي بارتشي بالعاصمة كابول، في أيار/ مايو العام الماضي، والذي أدى لمقتل 24 شخصا بمن فيهم 16 أمّاً وطفلين.
وقام السويلمين بصناعة القنبلة في شقة استأجرها قبل فترة، ومنها طلب سيارة لكي تأخذه إلى المستشفى يوم الأحد. وكشفت كاميرات المراقبة عن انفجار مع اقتراب السيارة من المستشفى، وخروج سائقها ديفيد بيري (45 عاما) الذي لوحظ وهو يخرج من سيارته التي اندلعت فيها النيران. وتعتبر قنبلة "تي إي تي بي” خطيرة وتسمى بـ”أم الشيطان” لأنها تنفجر أحيانا بطريقة مفاجئة واستخدمت في هجمات باريس 2015 وهجوم مانشستر عام 2017، وكذا في هجوم فاشل على محطة بارسون غرين في لندن بنفس العام. وقال المحقق العام، أندرو ميكس: "الآن وقد كشفنا عن هويته، فأي معلومات يعرفها الناس عن السويلمين مهمة مهما كانت صغيرة ولكنها قد تساعد كثيرا”.
ولم تتأكد السلطات الأمنية إن كان المستشفى هو الهدف للتفجير. وأكدت وكالة الأمن الداخلي "أم أي فايف” أن السويلمين لم يكن على رادارها ولا يعرف إن كانت الشرطة تعرفه. وربما قضى أسابيع وهو يحضر للقنبلة، بعدما استأجر شقة في منطقة سيفتون بارك في ليفربول. ونقلت الصحيفة عن زوجين مسيحيين تبنيا السويليمين عندما جاء إلى بريطانيا وأعرب عن رغبته بترك الإسلام. وبعد زيارته للكاتدرائية قرر ضابط بارز تقاعد من الجيش البريطاني تبنيه، خاصة بعدما أظهر اهتماما بالمسيحية. ووصل السويلمين إلى بريطانيا عام 2014 ولكنّ طلب لجوئه رُفض لأن المسؤولين في دائرة الهجرة اعتقدوا أنه أردني الجنسية وليس سوريا كما زعم. وأخبر المسؤولين أنه سوري الأب وعراقي الأم. وأنه ولد في العراق قرب الحدود مع سوريا. وزعم أنه جاء إلى بريطانيا بعدما قضى فترة مع قريب له في دبي. وأعاد تقديم الطلب، لكن وضعه في الهجرة لم يكن معروفا وقت موته.
وعانى السويلمين الذي أطلق على نفسه اسم "إينزو اليمني” من مشاكل نفسية وتم إدخاله مستشفى الأمراض العقلية سبع مرات لمحاولته الانتحار، عبر القفز عن جسر، ومرة أخرى وهو يحمل سكينا وسط ليفربول. وقرر تسمية نفسه "إينزو” على اسم مؤسس فيراري لحبه للسيارات السريعة.
وبعد خروجه من مستشفى الأمراض العقلية، ذهب إلى الكنيسة الأنجليكانية القريبة من مشهد الحادث يوم الأحد، حيث التقى مع المقدم مالكوم هيتشكوت (77 عاما) وزوجته إليزابيث. ومالكوم هو خريج أكاديمية ساندهيرست وقضى 24 عاما في الجيش قبل أن يكرس حياته للدين، وأصبح مسؤولا عن تنظيم المناسبات في الكاتدرائية ودرس اللاهوت والرعوية في كلية إيمانويل للإنجيل في بيركينهيد. وتذكرهيتشكوت يوم الإثنين كيف جاء السويلمين إلى الكنيسة في 2015 وقال إنه يريد التحول عن الإسلام واعتناق المسيحية. وأخذ بحضور مساق عن المسيحية وأصبح مسيحيا بشكل رسمي في آذار/ مارس 2017.
وقال هيتشكوت: "كانت لديه مشكلة وأعتقد أنه أدخل مصحة الأمراض العقلية، ولم يكن يحق له الحصول على سكن من وزارة الداخلية، ولكن وضعوه في بيت لفترة هرب منه بعد ستة أشهر”. وقرر الزوجان تبنيه بعد ما ترك شقة مع زملاء له، وسأل إن كان يستطيع أن ينام على الأريكة في غرفة المعيشة. وانتقل السويلمين إلى بيت العائلة قريبا من نهر ميرسي وبقي مدة 8 أشهر.
وتظهر صفحة هيتشكوت على فيسبوك أنه أخذ السويلمين إلى "سبيك هيل” لزيارة بيت يعود إلى العصر التيودري قريبا من نهر ميرسي. وفي صورة وضعها هيتشكوت على صفحته في فيسبوك تظهر السويلمين في الكاتدرائية وبتعليق: "الليلة الماضية في كاتدرائية ليفربول، ليلة خاصة لشابين”. ويبدو أنه أخذ طالب اللجوء إلى سباق سيارات صغيرة. وتظهر الصورة أن السويلمين كان يرتدي ملابس حديثة ويبدو سعيدا ووضعت على فيسبوك في نيسان/ أبريل 2017. ويقول المقربون منه إنه كان مهتما باعتناق المسيحية لاعتقاده أنه قد يساعد في طلب لجوئه، حيث قدم طلبا جديدا في 2017. وحظي طلبه بدعم شبكة من المتطوعين المسيحيين الذين يساعدون طالبي اللجوء. وانتقل السويلمين إلى شقة قريبة حيث عاش مع طالبي لجوء مثله من الشرق الأوسط. ووصف هيتشكوت شعوره عندما كشف عن السويلمين: "لقد صدمنا وهو شخص غير محتمل ولم أتخيل هذا وكان شخصا مؤدبا وهادئا، وقد أحببناه”.