ونحن على ابواب حكومة جديدة، وحتى لا نُكرر الاخطاء التي تُرتكب في كل تشكيل او تعديل ، علينا ان نُحسن اختيار الوزراء لادارة هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة ، فوطننا بحاجة لرجالات وطنية كفؤة على قدر المسؤولية وحجم المرحلة.
فالوظيفة القيادية تقع على رأس الهرم التنظيمي المؤسسي، لها وجبات وعليها مسؤوليات، ولها مواصفات ومجموعة مهارات في مطابقة احتياجات المنصب، ولها شروط لمناسبة مهارات لتلك الكفاءة دون غيرها مع ذلك الاحتياج .
فمن وجهة نظري المنصب الوزاري ليس منصبا سياسيا فقط، وليست فرصة عارضة لمرشح دون آخر، ولا هي مهمة بدعة جديدة تُسمى حكومة تكنوقراط، بل يتم الاختيار وفق معايير وشروط محددة لها جانب فني كما لها جانب سياسي، ولها معايير لاختيار الوزير .
يجب ان تخضع إلى مواصفات ومعايير مهنية واجتماعية يراعى فيها تراكم الخبرات القيادية والإدارية بالرؤية والفهم السياسي والاجتماعي والاحساس بضرورة التحديث المؤسسي وفق خطة استراتيجية واضحة .
إن الوزارة أمانة ثقيلة لها أبعادها، والوزير الناجح هو القائد الإداري الكفء الذي يتصف بصفات الرجل الصالح من حيث، الجدارة والقدرة السياسية والعلمية والمهنية والأخلاقية على حد سواء .
وهذه الركائز متى ما توفرت في المسؤول، فهذا مؤشر قوي على نجاحه في عمله، كيف لا، وهو القدوة لمن تحت يده من الموظفين والعاملين، فصلاح الرعية من صلاح الراعي .
لا شك أن الوزير هو رأس الهرم في وزارته، ويقاس نجاح الوزارة بما وصلت إليه من إسهامات في خدمة الوطن والمواطن بمسؤولية واقتدار، لا على اساس الحسب والنسب والجاه ولا لشهرته وعلاقاته وسمعته .
مطلوب من الوزير ان يعرف مهام الوزارة ويُساهم في وضع استراتيجيها، وليس وزيرا لوزارة يغرق أشهرا إلى أن يتعرف على مهامه واعمال ومشكلات الوزارة، وبعدها يبدأ يُجرب ويخطئ وتذهب سنوات ولا يقدم للوزارة أي خدمة أوتطوير نوعي .
مطلوب أن يكون قد سبق أن تولى مهام قيادية إدارية، كي لا تنقصه جوانب فنية في الإدارة، التي توفر له مهارات الاتصال مع الجمهور، لأن الإدارة وإن كانت مكتسبة إلا أنها فن يُدرس وتجارب متراكمة يُستفاد منها.
ومن المتطلبات المهمة، النزاهة والأمانة والشرف على المستوى الشخصي، لانها مؤشر على احترام القانون، كما يعتبر قياسا للجوانب الاخلاقية والاجتماعية وهو أمرا غاية في الاهمية ويلعب دورا إيجابيا في قياس مناسبته للخدمة العامة او الخدمة المؤسسية، ومن النزاهة الافصاح عن ممتلكاته الشخصية والعائلية اثناء عملية التكليف .
كما يُشترط قدرته على استخدام تطبيقات الحاسب وتكنولوجيا المعلومات واستخدام قنوات التواصل الاجتماعي، والقدرة على طرح الأفكار والتحديث واستثمار طاقات الشباب والكفاءات، والاستفادة من الخبرات السابقة الحكمة والنضج والخبرة .
لن يكون الوزير وزيراً الا اذا امتلك شخصية القائد الملهم، فالسعيد من اتعظ بغيره فأدى الأمانة، ولا يبخل على وطنه وشعبه من جهد ، فالوطن بحاجة لهذا النموذج، ليكون مثلاً يحتذى في كافة مجالات الحياة .