كشف تحقيق لصحيفة "الغارديان” أن الأردن أصبح في رأس قائمة الدول استخداما للدخان وسط اتهامات من منظمات صحية شركات الدخان بممارسة التأثير في السياسات المتعلقة به.
وفي التقرير الذي أعده مايكل صافي وجسار الطاهات، قالا فيه إن ثمانية من كل عشرة أردنيين يستخدمون السجائر العادية أو الإلكترونية حسب دراسة قامت بها الحكومة الأردنية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وكشفت الدراسة المسحية أن معدل ما يستخدمه الأردني الذي يدخن بشكل منتظم هو 23 سيجارة. وباستثناء السجائر الإلكترونية أو تلك الخالية من النيكوتين، فقد وجدت الدراسة أن نسبة 66% من الرجال الأردنيين و17 من النساء يصنفون كمدخنين، بشكل تجاوزت الأرقام المسجلة في أندونيسيا التي ظلت ولوقت طويل من أكثر الدول استخداما للدخان.
وقال فراس الحواري، رئيس قسم الأمراض الصحية والعناية الحثيثة بمركز الحسين للسرطان "تظل المعدلات عالية بشكل خطير وتنبئ بكارثة صحية عامة في المستقبل”.
وتتباين الأرقام الأردنية مع تلك المسجلة في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة، حيث تم تخفيض معدلات التدخين بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث تم تحديد مساحة الضغط التي تمارسها شركات الدخان على القرار السياسي ومنع الدعاية لمنتجاتها بالإضافة لحملات توعية من مخاطر التدخين على الصحة.
وكشف التحقيق عن مضار التدخين السلبي على الأطفال الذين يعيشون في أجوائه. ويقول الحواري: "لكل أربعة سجائر يدخنها الآباء، يستنشق الأطفال معدل سيجارة”. وقال إن من يدخن 24 سيجارة في اليوم هو مدخن "خفيف” فهناك من يدخن ثلاث، خمس أو سبع علب سجائر في اليوم "أي مثل الخمسينات من القرن الماضي في بعض الأماكن”.
وأشارت إلى أن الدخان ينبعث من المقاهي والأماكن العامة ولا أحد يلتزم بتحذيرات "ممنوع التدخين” حتى المستشفيات التي يعتبر ثلث الأطباء فيها من المدخنين.
ويعاني المصابون بالربو بشكل أكبر، فحياتهم تقوم على محاولة تجنب الأماكن التي ينتشر فيها الدخان. وقال ربي مدادحة أن زملاءها في المكتب الحكومي كانوا يدخنون طوال الوقت و”كنت أهرب لسيارتي كل أرسل بعض الرسائل الإلكترونية وأعمل”.
وقالت الصحيفة إن الإدمان على الدخان يؤثر على الناتج القومي العام. ويرى الحواري أن أثر الدخان لن يعرف إلا في عام 2030 حيث يصل معظم الشباب سن الأربعين حيث ستبدأ تظهر عليهم أمراض لها علاقة بالدخان مثل القلب والسرطان.