عد قطاع الاتصالات الركيزة الأساسية للاقتصاد الرقمي وتعتبر تقنية الاتصال الحديث عبر شبكات أنظمة الجيل الخامس في الوقت الراهن ابتكاراً متسارع الأثر في الاقتصاد العالمي، ولا بدّ من التفاؤل حيال التمتع بأثره الإيجابي قريباً في الأردن.
وأكدت جائحة فيروس كورونا المستجد التي يواجهها العالم حالياً أهمية الحلول والخدمات التي توفرها شبكات الجيل الخامس، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب على استخدام الشبكة وتتزايد البيانات بشكل سريع من أجل العمل عن بعد والتعليم والرعاية الصحية.
وقال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات / الرئيس التنفيذي، الدكتور غازي الجبور، إن جائحة كورونا والظروف الراهنة التي يمر بها العالم، والحاجة المتنامية للتكنولوجيات المتطورة وتطبيقات إنترنت الأشياء التي يتنامى استخدامها يوما بعد آخر، جعل الحاجة ملحة لخدمات الجيل الخامس في المملكة، مما دعا الهيئة إلى إجراء اجتماعات وحوارات مع شركات الاتصالات لدراسة إمكانيات إدخال خدمات شبكات الجيل الخامس ضمن الخدمات التي تقدمها، وكخطوة استباقية قامت الهيئة بتخصيص ترددات لغايات إجراء التجارب الفنية المتعلقة بهذه الخدمات.
وبين الجبور، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان الهيئة عمدت منذ بداية ظهور تداعيات جائحة كورونا إلى منح مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة والثابتة في المملكة العديد من الحزم الترددية في نطاقات مختلفة بهدف استخدامها لزيادة سعة شبكات الاتصالات الراديوية العاملة لديهم، مما كان له أثر إيجابي في تحسين مستوى جودة جميع أنواع خدمات الاتصالات المقدمة للمستفيدين والتي يقع من ضمنها خدمات نقل البيانات (الانترنت).
وأشار الدكتور الجبور إلى أن الهيئة دأبت بصفتها الجهة الناظمة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تحفيز إدخال ومواكبة أحدث التطورات في استخدام تكنولوجيا شبكات الاتصالات الراديوية الجديدة إلى المملكة وبخاصة بعد التحقق من نجاعة الحلول الفنية المبتكرة وتوفيرها بشكل تجاري في الأسواق العالمية، حيث ترى الهيئة أن هنالك أهمية كبرى في تبني استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس خلال السنوات المقبلة بالنظر إلى طبيعة الخدمات التي توفرها.
وكانت خدمات الهاتف المحمول عبر شبكات أنظمة الجيل الخامس بدأت في الانتشار في بعض الدول عام 2019 بما في ذلك بلدان الشرق الأوسط، وستغدو هذه التكنولوجيا هي الاتجاه العام السائد في الحياة العامة وعالم المال والأعمال خلال السنوات القليلة المقبلة؛ حيث بات تحسين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وعلى وجه الخصوص البدء في تطوير الشبكات للارتقاء إلى عصر أنظمة الجيل الخامس أمراً لا مفر منه، خاصة وأن هذه الشبكات لا توفر سرعة اتصال وتنزيل بيانات فحسب، بل أثبتت كونها محركاً حقيقياً لتطوير أعمال وخدمات كافة الصناعات والقطاعات.
وفيما يتعلق بمناقشة الهيئة مع الشركات توفير خدمات الجيل الخامس في المملكة، قال الدكتور الجبور إن الهيئة أتاحت مؤخراً حزما ترددية في النطاق الترددي 3500 ميجاهيرتز لغايات إجراء التجارب على تشغيل شبكات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات المتنقلة في المملكة من قبل مرخصي هذه الخدمات، كما قامت بمنح الشركات التي قامت بتجديد رخص الترددات العامة ميزة حيادية التكنولوجيا لتمكينها من الاستثمار في تشغيل أحدث خدمات تكنولوجيا الاتصالات الراديوية داخل المملكة ومن ضمنها تلك الخاصة بتكنولوجيا الجيل الخامس.
وفيما يتعلق باطلاع الهيئة على تجارب الهيئات الإقليمية والدولية المشابهة في مجال الاستفادة من تجاربهم في تطبيق سياسات الطيف الترددي المتفق عليها عالميا قال الدكتور الجبور ان الهيئة تقوم بالاطلاع على أفضل الممارسات المتبعة اقليمياً وعالمياً في مجال تخطيط وتخصيص وترخيص موارد الطيف الترددي النادرة ، من خلال القيام بالتشاور وتبادل الخبرات وإجراء الاجتماعات التنسيقية مع إدارات الدول العربية في الفريق العربي الدائم للطيف الترددي التابع لجامعة الدول العربية من جهة وإدارات الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات من جهة أخرى وذلك من خلال المشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات الراديوية الإقليمية والدولية التي يتم عقدها .
وفيما يتعلق بوجود خطط وحوافز لدى الهيئة لتشجيع الشركات على توفير خدمات الجيل الخامس ، وتقديمها الى السوق المحلي بطريقة جذابة واسعار مدروسة، قال الدكتور الجبور إن الهيئة تقوم حاليا بالتشاور مع الشركات العاملة بالقطاع والجهات الحكومية الأخرى المعنية بدراسة جميع السبل التي يمكن الأخذ بها من أجل تسهيل وتحفيز دعم الاستثمار في قطاع الاتصالات داخل المملكة وتوفير أفضل وأحدث أنواع الخدمات للمستفيدين بجودة عالية وبأسعار مقبولة.
وفي هذا السياق، فان تجارب شراء طيف شبكات كل من أنظمة الجيلين الثالث والرابع داخل الأردن وخارجها في العديد من البلدان الأخرى أثبتت أنها كانت استثماراً مهماً جداً ولربما مصيرياً في بعض الدول بالنسبة لمزودي خدمات الهاتف المحمول، ولا شك بأن مشغلي الاتصالات يتخذون العديد من قرارات استثمارهم بشبكات الجيل الخامس والتحوّل نحو أجيال التكنولوجيا المستقبلية بناء على تجاربهم السابقة.
واكد انه لا بد ان تتفق الجهات الحكومية المختصة ومزوّدو خدمات الاتصالات على تأمين ما من شأنه توفير إمكانات أنظمة الجيل الخامس، مع استمرار الأردن في الارتقاء بمستوى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما ينسجم مع خطة التنمية الاقتصادية للأردن لعام 2025 ، وبناءً على ذلك تعد القرارات المتعلقة بالتخصيص ومنح التراخيص لطيف شبكات أنظمة الجيل الخامس أمراً أساسياً من أجل تحقيق هذا الهدف.
وبين أن التكنولوجيا تستطيع بما لديها من إمكانات هائلة من دعم التنوع الاقتصادي في الأردن وبلدان المنطقة من خلال وضع التشريعات الناظمة المناسبة.