قبل الشروع في كتابة هذا المقال، كان لا بد لي من الرجوع إلى عدة مصادر أبرزها ما ورد بالحديث الصحيح في معالجة الأوبئة.
وكان على الحكومة أن تقوم ببذل كافة الجهود للمحافظة على سلامة أبنائنا الطلبة في مكان إقامتهم دون اللجوء إلى إحضارهم للوطن وبما يحتمل ذلك من تبعات قد تؤثر على الشعب بأكمله، كان يمكن للحكومة أن ترسل وفدا طبيا رفيع المستوى أو حتى تجهيز مستشفى ميداني كما تفعل في قطاع غزة وغيرها من المناطق المنكوبة، وان ترسل هذا المستشفى إلى تلك البقعة الموبوءة عوضا عن جلب الطلبة وما قد يحملونه من فيروسات قد تصيب شعبا بأكمله، عندها سيتسع الخرق على الراقع ولن تستطيع الحكومة أن تفعل شيئا تجاه ذلك.
وعند الرجوع إلى مصادر الحديث الصحيح وممارسات الدين الحنيف في مثل تلك الحالات، فهل تعلم الحكومة أن الإسلام قد عالج مثل تلك الحالات قبل 1400 عام والذي بات يعرف اليوم بالحجر الصحي؟ ألم تطلع الحكومة على الحديث النبوي الشريف الذي عالج وحاصر الطاعون في مكان انتشاره؟ لعلي اذكرها بذلك كي تتعظ ولا تتهرب من مسئولياتها الملقاة على كاهلها. فقد روى البخاري (5739) ، ومسلم (2219) عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ [يعني : الطاعون] بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه) .
وروى البخاري (3473) ، ومسلم (2218) عن أُسَامَةَ بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الطَّاعُونُ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ).
هكذا عالج الإسلام الأوبئة وحاصرها في أماكن انتشارها، وقد يحاججني البعض بان ذلك الزمان لم يكن هناك علاجات ولقاحات وما إلى ذلك، فنرد عليهم قولهم بان حديث الرسول لا يمكن الرد عليه أو الطعن فيه بأي حال كانت، فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، أما الأمر الثاني، فمهما اتخذنا من إجراءات، فمن منكم يضمن عدم دخول الفيروس عن طريق الهواء أو أي طريق كانت؟