لم تكن حالتا نبوغ او عبقرية جديدتان، عند دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز يوم امس، وهو يقف شامخا امام المجلس يؤكد من جديد، على ما اكد عليه مرات عديدة، على الخطط والبرامج العملية لمواجهة المستجدات السلبية على المجتمع الاردني، والتي قد تشكل منعطفا خطيرا لا بد من الإسراع بإعادته الى مساره القويم .
وهنا أشار الفايز الى حالة الاستقواء على الدولة ومؤسساتها وهيبتها، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، والسموم الالكترونية التي تنفث هنا وهناك حيث غدت نهرا اسودا من التضليل والضلالة، ينتج عنها من تزييف للواقع وإشاعات هدامة تبشر بمستقبل غامض .
دولة ابو غيث، كما هو عهدنا بكم، فانت رجل قوي، تمتلك افقا واسعا، لم تشخص المرض فحسب، بل وصفت العلاج الشافي المعافي لهذه الانعطافة الخطيرة بدقة متناهية، وكان اولها وضع الكرة في مرمى السلطة التنفيذية عندما اكدت على اعتزازكم بالاجهزة الامنية، وهنا تشير بشكل واضح انه لا رادع او لاجم، لمن يحاول ان يدس السم والقلق والاضطراب في نسيجنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، الا من خلال الذين تزينت هاماتهم بالتاج واقسموا على حب الوطن والقيادة.
وتضيف بان عدم التغاضي والتهاون والضرب بعصا من حديد على يد من يقف وراء الحملات المشبوهة، او من يحاول العبث بثوابتنا الوطنية او يحمي المجرمين ويتستر عليهم، هذه اقصر الطرق لترجمة حقيقة الدولة المدنية المستقرة من جميع النواحي، وحفظ هيبتها بانفاذ القانون على الجميع، وتغليظ العقوبات على الجرائم المستجدة او الدخيلة على مجتمعنا الطيب .
ابو غيث، لم اكشف سرا اذ قلنا اننا حول راية الوطن والقيادة الهاشمية، تماما مثل السوار بالمعصم ونفديهم بالدم والروح والولد، ونحن نحبك ايضا لانك تشبهنا شعورا واحساسا ورضا وتفاني، وندرك بان حملك ثقيل لكن انت "جمل المحامل" انت "قدها وقدود" فترؤسك مجلس الامة، بيت التشريع والرقابة والخبرة، يحتم عليك الزام الحكومة بمسؤوليتها، بان تقوم بجز الشر من جذوره وتحويط الارض والعرض من شرور العابثين والحاسدين وذلك من خلال الصلاحيات الممنوحة لكم بحكم الدستور بالاضافة الى سيرة الفرسان التي تعطر ماضيك الجميل وثيابك الزاهية.
وهنا نسرد حادثة يعرفها الكثير من الاردنيين ايام الانتداب البريطاني على الاردن حين قام جدكم مثقال الفايز عليه رحمة الله باعتقال النقيب البريطاني فريد بك وسجنه في اسطبل الخيل عدة ايام ، عندما تجاوز حدود القيافة والضيافة والاحترام، لذا سيدي ابو غيث "لا يحمي البلاد الا فرسانها" وعند الاردن وابو حسين "طاب الموت".