إنّ تجمعَ أبناء بئر السبعِ في الأردن والخارج وبوصفه ممثلا لشريحة عريضةٍ من أبناء بئر السبع يتابع كغيره من القوى الوطنية الشريفةِ ما يعرفُ بورشة البحرين ، وإنّه ليسجلُ ابتداءً رفضّهُ المطلق للمبادرة الأمريكية التي تهدفُ لتصفيةِ قضيةِ العرب والمسلمينَ الأولى .
وإنّ تجمعَ أبناءِ بئر السبعِ لينطلقُ في رفضهِ لورشةٍ البحرين من قناعتهِ الراسخةَ أنّ أمريكيا لم تكن في يومِ من الأيام راعيا صادقا أو عادلا لتحقيقِ عملية السلام ، بل يشهدُ تاريخها بالانحياز الكامل للعدو الصهيوني البغيض .
ثُمّ إنّ البدءَ بتسوية عادلة ، من أجل إنصاف شعبنا ورفع الظلم الدولي عنه ، لا ينبغي أن يبدأ اقتصاديا، مغمضا العينَ عن الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني ، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ،وعودة المشردين اللاجئين لوطنهم وتعويضهم عمّا لحق بهم من إجرام دولي عبر هذا الزمن الطويل .
وإنّ تجمعَ أبناء بئرِ السبع وبعد تحليله لما وردَ على لسانِ كوشنر ، ليتأكدُ لديه أن ما يعانيه الشقيقان الشعب الفلسطيني والشعب الأردني أولا وبقية الشعوب العربية من أزمات اقتصادية وتضييق عليه إنما هو فكرٌ سياسيٌّ ممنهج غايتُه تركيع الأمّة لضمان الأمن للمغتصب ، يؤكد رؤيتنا قوله : " إن النمو والتقدم الاقتصادي للشعب الفلسطيني مستحيل دون حلّ سياسي مستمر ومنصف للنزاع يضمن الأمن الإسرائيلي ويحترم كرامة الشعب الفلسطيني".
وإنّ تجمع أبناء بئر السبعِ لينظر إلى الورشة الاقتصادية على أنها مقايضةٌ بثمن بخس حلّ فيها المالُ مقابل السلام بدلَ الأرضٍ مقابل السلام ، وأنّ هذه المقايضة ستكون بالمالِ العربي حتى ينعمَ المحتلُّ المجرمُ بالاستقرار .
وإنّ سياسة التجويع والحصار الاقتصاديّ التي يتبعها المجتمع الدولي وفي مقدمته أمريكيا ومن ثمّ التلويح بالازدهار الاقتصادي في أرضنا المحتلة لن يكون وسيلةَ إغراء لشعبٍ افتدى أرضَهُ بدماء أبنائهِ وحريةَ أسراه وشتاتٍ شعبه ، وإنّ التلويحَ بالمالِ الرخيص لن يسيل له إلا لعابُ الذين باعوا ضمائرهم ،ودينَهَم ، ودماء الشهداء .
إنّ تجمعَ أبناءِ بئر السبع ليرى أنّ الضغط الأمريكي يجيء في ظرف عربي استثنائي ، وفي ظل حالة من الانقسام الفلسطيني في الداخل ، وإنه إذ يضم صوته لأصوات الشرفاء في العالم في رفض " ورشة البحرين " ، وحديث التسوية الاقتصادية قبل التسوية السياسية ، ليدعو الفصائل الفلسطينية المجاهدة إلى توحيد صفها وخطابها ،ويخص الأخوين : " فتح وحماس " ؛ لتشكيل جبهة صلبة تتحطم عليها أحلام الحالمين ببيع فلسطين .وإنّ حراكَ الرفضِ للمقايضةِ الاقتصادية في الشّارع العربي والعالمي ؛ ليؤشرُ إلى أنّ قضية فلسطين متجذرة في الضمير الإنساني والإسلامي والعربي ، وأنّ عودةَ الحقّ لأهله مسألةُ وقتٍ مهما طال .